فطريات الحنجرة: 5 أعراض خطيرة وأفضل 3 طرق للعلاج

هل شعرتَ يومًا بطبقة بيضاء غريبة في حلقك أو عانيتَ من إحساس حارق مزعج أثناء البلع؟ ربما تُعاني من شيء أكثر شيوعًا مما تظن وهو فطريات الحنجرة بالرغم من أن الكثير قد يتجاهلها في كثير من الأحيان، إلا أن التهابات الحلق الفطرية قد تكون مزعجة ومزمنة، بل وضارة إذا تُركت دون علاج. ولكن يُمكن الوقاية منها إلى حد كبير وهذا ما سوف نناقشه في المقالة التالية. 

ما هي فطريات الحنجرة؟

تحدث فطريات الحنجرة، عندما تتكاثر فطريات شبيهة بالخميرة غالبًا المبيضات البيضاء في الأغشية المخاطية للحلق أو البلعوم أو الحنجرة وتُعرف هذه الحالة أيضًا باسم داء المبيضات البلعومي.

 

ما هي أسباب فطريات الحنجرة والحلق؟

تحدث الالتهابات الفطرية عادة في الحلق والحنجرة عند اختلال التوازن الطبيعي للجسم وهناك عدة أسباب كامنة قد تزيد من خطر الإصابة: 

 ضعف المناعة والأمراض المزمنة 

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الفطرية ويشمل ذلك الأفراد الذين يعانون من: 

• فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. 
• السرطان الخاضع للعلاج الكيميائي.  
• داء السكري غير المُسيطر عليه.  
• أمراض المناعة الذاتية. 

 استخدام المضادات الحيوية أو أدوية الكورتيزون  

 يُعيق استخدام المضادات الحيوية أو أدوية الكورتيزون نمو البكتيريا الطبيعية في الفم والحلق، ما يُتيح للفطريات فرصةً للنمو وتُعد الستيرويدات المستنشقة (بخاخات الربو)، عند استخدامها دون شطف الفم بعدها، سببًا شائعًا لالتهابات فطرية في الفم والحلق. 

المضادات الحيوية واسعة المجال (التي تقتل البكتيريا الضارة والنافعة على حد سواء). 

 الكورتيكوستيرويدات (وخاصةً الستيرويدات المستنشقة لعلاج الربو أو الحساسية). 

العدوى الفطرية في الفم والبلعوم وانتقالها للحنجرة

تمتد عدوى فطريات الفم غير المعالجة أو الشديدة (القلاع الفموي) إلى البلعوم، لتصل في النهاية إلى الحنجرة. 

العوامل النفسية مثل القلق والإجهاد

يُضعف التوتر والاجهاد جهاز المناعة مع مرور الوقت، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية كما يُسهم التوتر في جفاف الفم، ما يُضعف وظيفة اللعاب الوقائية الطبيعية، وهي بيئة مُلائمة لنمو الفطريات.. 

ما هي أعراض فطريات الحنجرة؟ 

تُسبب الالتهابات الفطرية في الحلق والحنجرة مجموعةً من الأعراض اعتماداً على شدة العدوى ومدى انتشارها وقد يُخطئ البعض في تشخيصها لذا من المهم التعرف على السمات المميزة لالتهاب الحلق الفطري والذي يشمل ما يلي: 

بحة الصوت أو فقدانه المؤقت 

تنتشر العدوى الفطرية إلى الحنجرة وهي إحدى أولى علامات إصابة الحنجرة وقد تُسبب التهابًا في الحبال الصوتية، ما يؤدي إلى: 

• بحة في الصوت. 
• ضعف الصوت أو بطئه. 
• في بعض الحالات، فقدان مؤقت للصوت (خاصةً لدى المغنين أو المتحدثين). 
• التعب أو الإجهاد عند التحدث. 

صعوبة أو ألم أثناء البلع

تُعرف هذه الحالة أيضًا بعسر البلع، وتحدث بسبب التهاب وتهيج في البلعوم (الحلق)، ما يجعل البلع غير مريح قد يشعر المرضى بما يلي: 

• ألم حاد أو حارق عند بلع الطعام أو المشروبات. 
• انزعاج عند بلع اللعاب. 
• الشعور بأن الطعام عالق في الحلق. 

إحساس بجفاف أو كتلة في الحلق

تؤدي فطريات الحلق إلى الشعور الدائم بالجفاف، حتى مع شرب كميات كافية من الماء وقد تشمل الأحاسيس الأخرى المرتبطة بها ما يلي: 

• "كتلة في الحلق" (إحساس بوجود كرة). 
• رغبة ملحة لتفريغ الحلق. 
• اختناق خفيف أو ضيق في الحلق. 
• تهيج لا يتحسن بشرب السوائل. 

ظهور بقع بيضاء أو طبقة تغطي الحنجرة 

ينتج عن الإصابة بالعدوى الفطرية ظهور بقع بيضاء كريمية اللون وعند مسح هذه البقع، تترك سطحًا أحمر تحتها في المناطق الآتية: 

• مؤخرة الحلق. 
• اللوزتين. 
• اللسان وسقف الفم (في حال وجود داء المبيضات الفموي أيضًا). 

. 

ما الفرق بين فطريات الحنجرة والتهاب البلعوم التحسسي أو البكتيري؟

يسبب كل من فطريات الحنجرة والتهاب البلعوم التحسسي والتهاب البلعوم البكتيري التهاب الحلق وعدم الراحة، إلا أن أسبابها وأعراضها وعلاجاتها مختلفة تمامًا: 

هل فطريات الحلق والحنجرة معدية؟

نادرًا ما تنتقل العدوى عن طريق الاتصال الوثيق (مثل التقبيل)، خاصةً إذا كان الشخص الآخر يتمتع بجهاز مناعة سليم وقد يزيد سوء نظافة الفم أو مشاركة الأدوات من خطر الإصابة بشكل طفيف لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. 

ما هي مدة علاج فطريات الحلق والحنجرة؟ 

تعتمد مدة العلاج على شدة العدوى والصحة العامة للمريض:  

• الحالات الخفيفة: 7-14 يومًا من العلاج بمضاد للفطريات (عن طريق الفم أو موضعيًا). 
• الحالات المتوسطة إلى الشديدة: 2-4أسابيع، وأحيانًا مع أدوية أقوى أو مدة أطول.   

في الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، قد يستغرق العلاج وقتًا أطول وقد يتطلب متابعة مستمرة. 

ما هي طرق علاج فطريات الحنجرة؟

تشمل طرق العلاج الشائعة لفطريات الحنجرة ما يلي: 

1.  الأدوية المضادة للفطريات: مضادات الفطريات الفموية مثل: فلوكونازول، إيتراكونازول والعلاجات الموضعية (للفطريات الفموية المصاحبة): غسول فموي أو أقراص نيستاتين. 
2. معالجة السبب الجذري: تحسين المناعة (مثل ضبط مرض السكري أو إيقاف الأدوية المثبطة للمناعة تحت إشراف الطبيب). 
3. مراجعة الأدوية (مثل الستيرويدات المستنشقة - المضمضة بعد الاستخدام). 
4. نظافة الفم للحد من نمو الفطريات.
5. العلاجات المنزلية والمضمضة بالماء والملح. 
6. اتباع نظام غذائي لين غير مهيج. 
7. الحفاظ على رطوبة الجسم.
8. إراحة الصوت في حالة إصابة الحنجرة. 

الأعشاب الطبيعية المساعدة

تلعب الأعشاب الطبيعية دورًا مساعدًا في تخفيف أعراض فطريات الحلق، لكنها لا تُغني عن العلاج الدوائي الأساسي (مثل الأدوية المضادة للفطريات) ومن أبرز الأعشاب التي قد تساعد: 

• الثوم: له خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، ويمكن إضافته للطعام أو تناوله طازجًا. 
• القرنفل: يحتوي على مركبات مضادة للفطريات، ويمكن استخدامه كغرغرة أو إضافته للمشروبات. 
• الزنجبيل: يساعد في تقوية المناعة وتخفيف الالتهاب. 
• القرفة: لها تأثير مضاد للفطريات  

علاج الحالات المتكررة أو المزمنة

يجب اتباع خطة علاجية شاملة عند تكرار الإصابة بفطريات الحنجرة أو استمرارها لفترات طويلة،  وتشمل: 

تشخيص السبب الجذري: مثل ضعف المناعة، مرض السكري، نقص الحديد، أو استخدام الكورتيزون لفترة طويلة. 

استخدام مضادات فطريات طويلة المدى: مثل فلوكونازول بجرعات مستمرة وتحت إشراف طبي. 

تعديل أو إيقاف الأدوية المسببة تحت إشراف الطبيب: مثل بخاخات الكورتيزون أو المضادات الحيوية. 

دعم الجهاز المناعي: من خلال التغذية السليمة، النوم الكافي، وتقليل التوتر. 

المتابعة المنتظمة مع طبيب مختص. 

أفضل طرق الوقاية من فطريات الحنجرة

تشمل طرق الوقاية الأساسية، بالعادات اليومية، ودعم المناعة، والوعي بعوامل الخطر والابتعاد عنها وتشمل الآتي: 

العناية اليومية بصحة الفم والبلعوم:

 يُعد الحفاظ على النظافة الشخصية من أهم الطرق وأكثرها فعالية للوقاية من الالتهابات الفطرية في الفم والحنجرة وتشمل العادات الرئيسية ما يلي: 

1. تنظيف الأسنان واللسان مرتين يوميًا: يُزيل هذا بقايا الطعام ويُقلل من تراكم الفطريات. 
2. استخدام خيط الأسنان يوميًا: يُساعد على منع تراكم البلاك ويدعم صحة الفم بشكل عام. 
3. استخدام غسولات الفم المضادة للميكروبات أو الفطريات خاصةً لدى الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر. 
4. استبدال فرشاة الأسنان بانتظام: كل 3 أشهر أو بعد التعافي من مرض. 
5. تنظيف أطقم الأسنان أو أجهزة الفم يوميًا. 

تقوية المناعة بالنظام الغذائي

يُعد الجهاز المناعي  أفضل خط دفاع لجسمك ضد فرط نمو الفطريات ويلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في وظيفة المناعة: 

1. اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات: فهي توفر الفيتامينات الأساسية (مثل أ، ج، هـ) ومضادات الأكسدة. 
2. تناول البروبيوتيك: يساعد البروبيوتيك، الموجود في الزبادي والكفير ومخلل الملفوف والأطعمة المخمرة الأخرى، في الحفاظ على صحة ميكروبات الفم والأمعاء. 
3. الحد من تناول السكر والكربوهيدرات المكررة: يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تغذية فطريات المبيضات، ما يعزز نموها. 
4. الحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب العوامل المعدية. 

تجنب مسببات العدوى

قد يؤدي التعرض لبعض عوامل الخطر البيئية أو السلوكية إلى زيادة احتمالية الإصابة بفطريات الحلق. ولتجنب هذا يُرجى اتباع الآتي: 

تجنب مشاركة أدوات الطعام، أو فرشاة الأسنان، أو أدوات الفم: يمكن أن تنتقل الفطريات بسهولة عبر الأدوات المشتركة. 

الحد من التدخين : يمكن أن يُخلّ هذا بتوازن الميكروبات النافعة ويُضعف مناعة الغشاء المخاطي. 

ممارسة الجنس الآمن: يمكن أن تنتقل عدوى فطريات الفم عن طريق الاتصال الجنسي الفموي. 

غسل اليدين بانتظام 

وختاماً نُذكر أن فطريات الحنجرة والفم قد تكون مؤشراً على اضطرابات صحية تستدعي الانتباه والعناية الطبية الفورية لذلك، من الضروري استشارة الطبيب المختص لتلقي التشخيص والعلاج المناسبين وتُعد الوقاية والاهتمام بالنظافة الشخصية والغذاء الصحي  أفضل الطرق للحفاظ على صحة الفم والحنجرة والوقاية من هذه الفطريات. يمكنك الان حجز موعد مع افضل اطباء الاسنان في جدة