فطريات الفم: 5 أسباب رئيسية وطرق العلاج الفعالة | مستشفي أندلسية
تُعرف فطريات الفم أيضًا باسم داء المبيضات الفموية، وهي عدوى فطرية شائعة تصيب الفم والحلق. وتحدث عندما يختل التوازن الطبيعي للكائنات الدقيقة في الفم، ما يسمح للفطريات بالنمو بشكل مفرط وبالرغم من أنها غالبًا غير ضارة وسهلة العلاج، إلا أنها قد تتسبب في مشكلة خطيرة إذا تُركت دون علاج، خاصةً لدى الأطفال الصغار وكبار السن أو من يعانون من ضعف في جهاز المناعة وستساعدك هذه المقالة على فهم متى يتطلب للفطريات عناية طبية، وكيفية الوقاية منها، والحفاظ على نظافة الفم اليومية، وإجراء تغييرات غذائية مفيدة.

ما هي فطريات الفم؟

يُطلق على فطريات الفم مصطلح القلاع الفموي وهي عدوى فطرية تصيب الأسطح المخاطية وتبقى عليها وتحفز الاستجابات المناعية المخاطية.
تصيب فطريات الفم غالبًا الأطفال الصغار، ولكنها قد تصيب أي شخص وتؤدي إلى ظهور بقع بيضاء كريمية على اللسان أو الجزء الداخلي من الخدين و تشمل أسبابه بعض الأدوية وبعض الحالات الصحية، مثل جفاف الفم أو داء السكري ويشمل العلاج أدوية مضادة للفطريات.
عادةً ما توجد مناعة مكتسبة أساسية ضد الفطر لدى البالغين الأصحاء، ويُفترض أنها تمنع تطوره إلى عدوى مصحوبة بأعراض.
ما هي أسباب فطريات الفم؟
تظهر كميات صغيرة من الفطريات لدى الاشخاص الأصحاء في الفم والجهاز الهضمي والجلد، ولكن عندما يحدث خلل بالتوازن بسبب بعضّ الأمراض أو التوتر أو الأدوية ينمو الفطر بشكل خارج عن السيطرة ويُسبب مرض القلاع الفموي وتشمل أسباب ذلك ما يلي:
ضعف المناعة
يمنع الجهاز المناعي السليم، نمو الفطريات لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، تضعف هذه المقاومة ما يسمح بنموها المفرط وتشمل الأسباب الشائعة لنقص المناعة ما يلي:
- فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز: يُعد داء المبيضات الفموي من أوائل وأكثر أنواع العدوى شيوعًا لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وهو من أوائل أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
في الحالات المتقدمة من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، قد يكون مستمرًا أو متكررًا أو مقاومًا للعلاج.
- السرطان والعلاج الكيميائي : يتعرض مرضى السرطان، وخاصةً الذين يحصلون على العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، لخطر الإصابة بتلف الغشاء المخاطي وقلة عدد (neutropenia) وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى، ما يزيد من فرص الإصابة بفطريات الفم.
- متلقو زراعة الأعضاء: يتناولون أدوية مثبطة للمناعة (مثل الكورتيكوستيرويدات ومثبطات الكالسينيورين) وتعد العدوى مثل مرض القلاع وفطريات الفم، أكثر شيوعًا في هذه الحالات.
- استخدام بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والكورتيزون يُؤدي ازدياد استخدام الكورتيكوستيرويدات والمضادات الحيوية واسعة المجال إلى زيادة انتشار الفطريات، لأن هذه الأدوية تُضعف الاستجابة المناعية وتُؤثر على توازن البكتيريا الفموية ونتيجةً لذلك، تتكاثر الفطريات، مثل المبيضات، وتُسبب العدوى.
الأمراض المزمنة مثل السكري
يخلق ارتفاع مستويات السكر في الدم بيئة مثالية لنمو الفطريات، ما يزيد من خطر الإصابة بفطريات الفم ويُعدّ ضبط مستويات السكر في الدم والحفاظ على نظافة الفم الجيدة أمرًا أساسيًا للوقاية من فطريات الفم وعلاجها لدى مرضى السكري ويُعدّ مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بفطريات الفم للاسباب التالية:
- ارتفاع سكر الدم: تتغذى فطريات المبيضات البيضاء على السكر و تُوفّر مستويات سكر الدم غير المُنتظمة لدى مرضى السكري بيئة مثالية لنمو فطريات المبيضات.
- ضعف الجهاز المناعي: يُمكن أن يُضعف ارتفاع سكر الدم المُزمن جهاز المناعة، ما يُؤدي إلى ظهور الالتهابات الفطرية.
- جفاف الفم: يُمكن أن يُساهم داء السكري في جفاف الفم، والذي، يُخلّ بالتوازن الطبيعي في الفم ويُعزّز نمو فطريات المبيضات.
سوء نظافة الفم والعادات الغذائية
يؤدي سوء نظافة الفم وعدم الاهتمام بغسيل الأسنان بانتظام إلى خلق بيئة مناسبة لنمو الفطريات التي تعيش عادة في الفم، وتسبب العدوى.
عدم تنظيف أطقم الأسنان يمكن أن يؤدي إلى نمو الفطريات وخاصة مع أطقم الأسنان التي لا تناسب الفم بشكل صحيح.
ما هي أعراض فطريات الفم واللسان والحلق؟
تتطور فطريات الفم عادة فجأة وتشمل أعراضها ما يلي :
- البقع البيضاء على اللسان أو سقف الفم : تُعد من الأعراض الشائعة ظهور بقع بيضاء كريمية مرتفعة قليلاً في الفم، عادةً على اللسان أو الجهة الداخلية من الخدين و قد تظهر أيضًا على سقف الفم، أو اللثة، أو اللوزتين، أو الجزء الخلفي من الحلق.
- صعوبة البلع أو الألم في الحلق: قد تنتشر الفطريات في الحالات الشديدة إلى المرئ وتسبب ألمًا بالحلق وصعوبة بالبلع، وتظهر على شكل بقع سميكة بيضاء أو كريمية قد تكون مؤلمة وتسبب إحساسًا بالحرقان وقد تنزف أحيانًا إذا كشطت.
- جفاف وتشقق في الفم: يحدث جفاف الفم نتيجة قلة شرب الماء، أو تناول معظم الأدوية، أو استهلاك الكافيين والكحول التدخين، أو التقدم في السن، أو متلازمة شوغرن (وهي حالة مناعة ذاتية تصيب الغدد اللعابية، وعادةً ما يظهر مع أمراض مناعية ذاتية أخرى، ويعد جفاف الفم عامل خطر شائع للإصابة بفطريات الفم لأن نقص اللعاب يسمح لفطريات المبيضات الطبيعية بالنمو بشكل مفرط، ما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى فلا يقتصر دور اللعاب على طرد البكتيريا من الأسنان واللثة فحسب، بل يُساعد أيضًا على إزالة مسببات الفطريات من اللسان.
- رائحة فم غير محببة : يسبب داء القلاع الفموي، وهو عدوى فطرية تصيب الفم، رائحة الفم الكريهة لأن فطر المبيضات البيضاء يتراكم وينتج تلك الرائحة.
ما الفرق بين فطريات الفم المؤقتة والمزمنة؟
تختلف فطريات الفم المؤقتة والمزمنة، في عدة صفات نوضحها فيما يلي:
- فطريات الفم المؤقتة: تحدث عادةً بسبب محفزات محددة، مثل استخدام المضادات الحيوية مؤخرًا، أو الكورتيكوستيرويدات، أو التدخين، أو سوء نظافة الفم وعادةً ما تظهر أعراض خفيفة، وتستجيب جيدًا للعلاج المضاد للفطريات، وتختفي في غضون أسبوعين دون انتكاسة بعد إزالة المحفز.
- فطريات الفم المزمنة: تحدث فطريات الفم المزمنة بصورة مستمرة أو متكررة، وغالبًا ما تستمر لأسابيع أو أشهر، وقد لا تستجيب تمامًا للعلاجات التقليدية وعادةً ما ترتبط بحالات كامنة مثل نقص المناعة (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز)، أو داء السكري، أو السرطان، أو العلاج المثبط للمناعة طويل الأمد وتُعد الحالات المزمنة أكثر شدةً وألمًا، وتتطلب علاجًا مستمرًا، ما يجعل من الضروري فحص ومعالجة أي مشاكل صحية كامنة.
ما هي أنواع فطريات الفم حسب مكان الإصابة؟
تعيش الخميرة طبيعيًا على الجسم، وهناك أنواع مختلفة منهاحسب مكان الإصابة وتشمل أنواع الفطريات ما يلي:
- فطريات اللسان: تنتج فطريات اللسان من نوع من الخميرة تعيش عادةً في الفم بكميات صغيرة وعندما تنمو هذه الخميرة بشكل خارج عن السيطرة، فإنها تُسبب الآتي :
- بقعًا بيضاء كريمية على اللسان ومناطق أخرى من الفم.
- التهاب أو ألم أو انزعاج في الفم .
- الشعور بقوام قطني في الفم.
- تشقق واحمرار في زوايا الفم.
- فقدان حاسة التذوق أو طعم غير عادي في الفم.
2. فطريات الحلق والبلعوم: تُعرف فطريات الحلق والبلعوم أيضًا باسم داء المبيضات المريئي أو القلاع وتشمل أعراضها ما يلي:
ظهور تقرحات بيضاء على بطانة المريء، قد تبدو كالجبن القريش.
- ألم أو انزعاج عند البلع.
- جفاف الفم.
- صعوبة في البلع.
- غثيان.
3. فطريات اللوزتين : تحدث فطريات اللوزتين بسبب زيادة نمو فطر الكانديدا في الفم والحلق وتظهركبقع بيضاء كريمية على اللوزتين، مع الشعور بالحرقة أو الألم عند البلع وصعوبة في الأكل والشرب.
4. فطريات سقف الفم : تشبه الجبن القريش التي على اللسان والجزء الداخلي من الخدين، وقد تمتد إلى سقف الفم وتظهر مع الأعراض التالية:
- مناطق حمراء متقرحة في سقف الفم، وأحيانًا تحت طقم الأسنان.
- ألم أو إحساس حارق في الفم.
5. فطريات اللوزتين
كيف يتم تشخيص فطريات الفم؟
يتمكن الطبيب من تشخيص فطريات الفم من خلال البحث عن الإصابات البيضاء المميزة على الفم أو اللسان أو الخدين وعند تنظيفها برفق تظهر منطقة حمراء مؤلمة قد تنزف قليلاً ويمكن للفحص المجهري للأنسجة تأكيد إصابتك بداء القلاع.
وإذا امتدت الفطريات إلى المريء، فقد يقوم الطبيب بما يلي:
- أخذ عينة من الحلق (مسحة من الجزء الخلفي من الحلق بقطعة قطن معقمة وفحص الكائنات الدقيقة تحت المجهر).
- إجراء تنظير داخلي للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة (فحص بطانة هذه المناطق باستخدام كاميرا مزودة بإضاءة مثبتة على طرف أنبوب مرن).
- تصوير المريء بالأشعة السينية.
طرق علاج فطريات الفم
الأدوية المضادة للفطريات
يُعد الخيار العلاجي الأول لعدوى الفطريات هو دواء مضاد للفطريات ويعتمد ذلك على نوع وشدة العدوى، وقد يصف الطبيب مضادًا للفطريات موضعيًا (كريم أو مرهم) أو فمويًا (حبوب) في حالات العدوى الشديدة، وقد تحتاج إلى تلقي مضاد للفطريات عن طريق الوريد.
تحتاج عادة إلى تناول هذه الأدوية لمدة تتراوح بين 10-14 يومًا وذلك بناءً على العمر وسبب العدوى.
تتطلب الفطريات المزمنة علاجًا أكثر كثافة وقد يبدأ الطبيب بمضاد فطريات وريديًا مثل إكينوكاندين.
العلاجات المنزلية البسيطة
فيما يلي بعض العلاجات المنزلية البسيطة التي قد تفيد في الحالات البسيطة بجانب العلاج الدوائي أو للوقاية من الفطريات:
- روتين النظافة الجيدة: التأكد من تنظيف المنطقة المصابة مرتين يوميًا قبل استخدام أي علاجات منزلية أو أي دواء آخر وهذا سيحد من انتشار العدوى وتخفيف حدتها.
- الزبادي والبروبيوتك: يحتوي الزبادي و المنتجات الأخرى التي تحتوي على البروبيوتيك على كمية وفيرة من البكتيريا النافعة التي تساعد على الوقاية من العديد من الالتهابات الفطرية وهذه البكتيريا تحارب الميكروبات المسببة لهذه الالتهابات.
- خل التفاح: يتمتع خل التفاح بخصائص مضادة للفطريات ويمكنِ مزج ملعقتين كبيرتين منه في ماء دافئ وشربه، أو غمس قطعة قطن فيه ومسح البشرِة به مع تكرار ذلك ثلاث مرات يوميًا يُعطي نتائج إيجابية.الأعشاب التي تساعد في التخفيف
- زيت شجرة الشاي: مضاد طبيعي للفطريات والبكتيريا ويمزج مع أي زيت ناقل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون، وتدلك به المنطقة المصابة ثلاث إلى أربع مرات يوميًا ويُعد هذا علاجًا منزليًا فعالًا لعلاج العدوى الفطرية.
- زيت جوز الهند: يُمكن أن يعمل كمضاد فطريات قوي ووضعه على الجلد يجعله علاجًا موضعيًا آمنًا وفعالًا لأنه لطيف على الجلد، ويستخدم على الجلد ثلاث مرات يوميًا.
- الكركم: يُعد الكركم من التوابل القوية المضادة للميكروبات والالتهابات وذلك بمزجه مع قليل من الماء وتطبّيقه على المنطقة المصابة.
- صبار الألوفيرا: من أكثر العلاجات الطبيعية فعاليةً في علاج أي عدوى جلدية فهو لا يُساعد فقط في علاج العدوى، بل يُهدئ البشرة ويُصلح تلفها أيضًا.
متى تكون فطريات الفم خطيرة وتستدعي مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب في حالة فطريات الفم إذا كنت تعاني من أي مما يلي:
أعراض مستمرة (تستمر لأكثر من 7-10 أيام):
- بقع بيضاء لا تختفي على اللسان، أو الجزء الداخلي من الخدين، أو اللثة، أو اللوزتين، أو سقف الفم.
- تشقق أو احمرار في زوايا الفم.
- ألم أثناء الأكل أو البلع.
- فقدان حاسة التذوق أو شعور برائحة كريهة في الفم.
التهابات متكررة:
قد يشير تكرار الإصابة إلى مشكلة كامنة، مثل داء السكري، أو ضعف جهاز المناعة، أو أطقم أسنان غير مناسبة.
كيف يمكن الوقاية من فطريات الفم؟
تركز طرق الوقاية على الحد من نمو الفطريات ودعم وظيفة المناعة وتشمل الآتي:
الحفاظ على نظافة الفم اليومية
- تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يوميًا على الأقل.
- استبدال فرشاة أسنانك كل 3 أشهر أو بعد الإصابة.
- اشطف فمك بعد استخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة (بخاخات الربو).
- استخدم خيط الأسنان يوميًا لإزالة بقايا الطعام بين الأسنان.
- استخدم غسول فم مضاد للبكتيريا أو الفطريات إذا وصفه الطبييب
تعديل النظام الغذائي
يلعب النظام الغذائي دورًا في علاج الفطريات والوقاية منه لذا حاول تجنب الآتي قدر المستطاع:
- الأطعمة السكرية: تُعزز نمو الخميرة.
- الأطعمة التي تحتوي على الخميرة (مثل الخبز والبيرة) - يجد بعض الأشخاص أنها تُفاقم الأعراض.
- قد يلزم تقليل تناول المنتجات المُخمّرة (مثل الكومبوتشا والخل) مؤقتًا.
- تناول الفواكه والخضراوات قليلة السكر: تدعم صحة المناعة بشكل عام.
- تناول الثوم وزيت جوز الهند: لديهم خصائص طبيعية مضادة للفطريات.
العناية الخاصة بالأطفال وكبار السن
تشمل طرق العناية بالأطفال:
- تعقيم اللهايات، وحلمات الزجاجات، وأدوات الرضاعة الطبيعية بانتظام.
- يجب على الأمهات المرضعات علاج أنفسهن وأطفالهن في حال إصابة أيٍّ منهما بالفطريات.
- التأكد من تثبيت الطفل بإحكام على الثدي لتقليل إصابات الحلمة، والذي قد يؤدي إلى العدوى.
كبار السن:
- التأكد من ملائمة طقم الأسنان ونظافته.
- التشجيع على ترطيب الفم وعلاج جفافه.
- مراقبة الآثار الجانبية للأدوية التي قد تقلل من إفراز اللعاب أو تؤثر على وظائف المناعة.
تُعد فطريات الفم غالباً حالة غير خطيرة وقابلة للعلاج، ولكنه قد يصبح خطيرًا إذا تُرك دون علاج، خاصةً لدى الرضع وكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لذا يجب المحافظة على نظافة الفم واختيار نظام غذائي صحي، والانتباه للأعراض التي تتطلب عناية طبية، فصحة فمك جزء أساسي من صحتك العامة، فلا تتجاهل العلامات عند الشعور بأي مشكلة. لا تنتظر حتى تتفاقم الأعراض! احجز الآن موعدًا مع أحد أطباءنا المختصين لتشخيص حالتك بدقة وتقديم العلاج المناسب. صحتك تبدأ من فمك، ونحن هنا لنساعدك على استعادة راحتك وابتسامتك. احجز موعدك الآن
الأسئلة الشائعة
كم مدة بقاء الفطريات في الفم؟
ما هو الشيء الذي يقتل الفطريات؟
متى تكون فطريات الفم خطيرة؟
مشاركة المقال